مقالة نشرت في مجلة "جنى" - شباط 2012
عديدة هي التصرفات الاجتماعية التي تدلُّ على لياقة
صاحبها ورفيع خلقه السامي، وهي سلوكيات سهلة التطبيق ولا تتطلب مجهوداً، لكنها تعكس
روحاً إيجابية ورضىً عن الذات، وتشعر الآخرين بالفرح، وتبعث فيهم المشاعر الإيجابية.
وإذا لم تكن هذه التصرفات جزءاً متجسِّداً من سلوك الفرد في حياته اليومية، فإن بإمكانه
أن يجعلها كذلك بالممارسة الواعية والإرادة المصرَّة على تطوير الذات. وهنا أقترح بعض اللياقات التي تساهم في خلق قيم المحبة
والصفاء والاحترام في العلاقات بين الأفراد. ابتسم للأطفال والعجائز، لأهلك
وأصحابك، لمن تلقاه في الطريق أو تصادفه في الحافلة.. ابتسم لمن تحب ومن تكره، لولدك
وتلميذك، لجارك وزميلك. ابتسم، وإن وجدت أن الابتسامة غير ملائمة، فعلى الأقل تخلَّص
من نظرة المكتئب المهموم والمنزعج عند ملاقاة الآخرين، ولا تقطِّب جبينك وتشدَّ
عضلات وجهك، واعلم أنَّ عند الآخرين مثلك أحزاناً وهموماً، ولا أحد يحب أن يلتقي
من كان عابساً كئيباً. تعاطف وتفهَّم، فإذا رأيت طفلا يبكي أو
يصرخ ويعاند، فلا تنظر إلى أمِّه نظرة عتب أو غضب، ولا تشعرها بأنَّ عليها التخلص
من سلوك هذا الطفل "الغول" الذي أنجبته إلى هذه الدنيا. قدِّم المساعدة،
وإذا لم تتمكن، فلا أقل من نظرة تعاطف وتفهُّم بأن الأولاد يمرون بلحظات كهذه.
قف ليجلس من هو أكبر منك، فإذا كنت جالساً في عزاء أو عرس أو في محطة باص ووجدت عجوزاً متعباً أو امرأة حاملاً أو أمَّاً تحمل طفلاً، فقدم لها مكانك لتجلس فيه.
لا تقاطع متحدثاً حتى ينهي حديثه، ولا تحتقر فكرة متحدث أو تقلل من قيمتها، وأصغ إلى متحدثك بدلاً من أن تشغل بالك بما ستقوله فور انتهائه.
أوقف سيارتك إن كان بإمكانك لتسمح للمارة بعبور الطريق.
ثقافة الشكر قيمة يجب أن تحافظ عليها سلوكاً دائماً في حياتك، فابدأ طلبك من الآخر بـ"اعمل معروفاً" وأنهه بـ "شكراً"، سواء أكان ذلك في مكان عملك أو مع البائع أو عند طلبك من ابنك أو زميلك أن يعطيك كوب الماء، أو من أمِّك أن تحضِّر لك سندويشاً.
اتصل شاكراً، فإن عرفت أن أحدهم أسدى إليك خدمة في غيابك، كأن يوصي بك لوظيفة أو يعطي شهادة إيجابية عنك، فاتصل به واشكره، وادع له في ظهر الغيب، فإنك بذلك تحقق رضى نفسك، وتفي هذا المحسن بعضاً من جميله، وتكون مساهماً في حثِّه على فعل الخير.
اعتذر إن اقترفت خطأ في حقِّ آخر، وليكن اعتذارك فور تنبهك لخطئك، ولا تَظُنّنّ أن الاعتذار دليل ضعف، بل إنه يعكس قدرتك على مواجهة خطئك.
أبق الباب مفتوحاً وساعد من يأتي بعدك حين تدخل إن كان وراءك من يريد الدخول.
أزل الحرج وبادر بالمساعدة حين تشعر أن شخصاً يمتنع عن إخبارك بما يريد نتيجة حرج أو خجل، ساعده على التحدث بما يحرجه بدلاً من أن تتجاهله أو أن تصمت، لأنك بذلك تزيد من حرجه.
ساعد زوجتك فاحمل عنها طفلك بدلاً من أن تحمله وحدها، وافتح لها باب السيارة، إن كانت هي من يحمل الطفل، وساعدها في ترتيب البيت وتحضير الطعام وتحميم الأولاد، إذ مهما صعب عملك خارج البيت، فإن الأعمال المنزلية أصعب.
لا تزاحم الناس في المتجر والمصرف و المطار والدوائر العامة، فمن حقِّ من جاء قبلك أن يحصل على الخدمة قبلك، ووقت الآخرين ضيق وثمين، كما الحال معك.
التمس الأعذار للآخرين بدلاً من انتقادهم، فجارك الذي لم يلق عليك السلام صباحاً، قد يكون شارداً في همِّ تدبير قسط ولده الجامعي الذي يفوق راتبه بخمسة أضعاف! وزميلك في المكتب لم يحضر الأوراق التي طلبتها منه، لا لشيء إلا لأنه نسيها، و النسيان أمر وارد عند كل إنسان.
كن إيجابياً ولا تتأفَّف وتعامل مع مشكلاتك بوعي ومسؤولية. شارك مشكلتك، إن شئت، مع من تثق برأيه وحبِّه، فذلك يخفِّف وطء المشكلة ويساعد على تلمُّس الحلِّ. كن إيجابياً ولا تترك لدى الآخرين انطباعاً سلبياً بكثرة شكواك وتذمُّرك، فإنَّ من شأن ذلك أن يجعلك شخصاً بغيضاً، ينفر منه الآخرون، ولا يبقى له من الأصحاب إلا أولئك الشكاة المتذمرون.
وأخيراً، اعلم أن السلوكيات الطيبة تنتج عن أصحاب القلوب الطيبة، وأن ممارسة السلوك الإيجابي وتعويد الذات عليه يساهم في جعل القلوب أكثر ليونة ومحبة وصفاء، ويساعد في التعايش مع الآخر وتقبّله وحبِّه.
قف ليجلس من هو أكبر منك، فإذا كنت جالساً في عزاء أو عرس أو في محطة باص ووجدت عجوزاً متعباً أو امرأة حاملاً أو أمَّاً تحمل طفلاً، فقدم لها مكانك لتجلس فيه.
لا تقاطع متحدثاً حتى ينهي حديثه، ولا تحتقر فكرة متحدث أو تقلل من قيمتها، وأصغ إلى متحدثك بدلاً من أن تشغل بالك بما ستقوله فور انتهائه.
أوقف سيارتك إن كان بإمكانك لتسمح للمارة بعبور الطريق.
ثقافة الشكر قيمة يجب أن تحافظ عليها سلوكاً دائماً في حياتك، فابدأ طلبك من الآخر بـ"اعمل معروفاً" وأنهه بـ "شكراً"، سواء أكان ذلك في مكان عملك أو مع البائع أو عند طلبك من ابنك أو زميلك أن يعطيك كوب الماء، أو من أمِّك أن تحضِّر لك سندويشاً.
اتصل شاكراً، فإن عرفت أن أحدهم أسدى إليك خدمة في غيابك، كأن يوصي بك لوظيفة أو يعطي شهادة إيجابية عنك، فاتصل به واشكره، وادع له في ظهر الغيب، فإنك بذلك تحقق رضى نفسك، وتفي هذا المحسن بعضاً من جميله، وتكون مساهماً في حثِّه على فعل الخير.
اعتذر إن اقترفت خطأ في حقِّ آخر، وليكن اعتذارك فور تنبهك لخطئك، ولا تَظُنّنّ أن الاعتذار دليل ضعف، بل إنه يعكس قدرتك على مواجهة خطئك.
أبق الباب مفتوحاً وساعد من يأتي بعدك حين تدخل إن كان وراءك من يريد الدخول.
أزل الحرج وبادر بالمساعدة حين تشعر أن شخصاً يمتنع عن إخبارك بما يريد نتيجة حرج أو خجل، ساعده على التحدث بما يحرجه بدلاً من أن تتجاهله أو أن تصمت، لأنك بذلك تزيد من حرجه.
ساعد زوجتك فاحمل عنها طفلك بدلاً من أن تحمله وحدها، وافتح لها باب السيارة، إن كانت هي من يحمل الطفل، وساعدها في ترتيب البيت وتحضير الطعام وتحميم الأولاد، إذ مهما صعب عملك خارج البيت، فإن الأعمال المنزلية أصعب.
لا تزاحم الناس في المتجر والمصرف و المطار والدوائر العامة، فمن حقِّ من جاء قبلك أن يحصل على الخدمة قبلك، ووقت الآخرين ضيق وثمين، كما الحال معك.
التمس الأعذار للآخرين بدلاً من انتقادهم، فجارك الذي لم يلق عليك السلام صباحاً، قد يكون شارداً في همِّ تدبير قسط ولده الجامعي الذي يفوق راتبه بخمسة أضعاف! وزميلك في المكتب لم يحضر الأوراق التي طلبتها منه، لا لشيء إلا لأنه نسيها، و النسيان أمر وارد عند كل إنسان.
كن إيجابياً ولا تتأفَّف وتعامل مع مشكلاتك بوعي ومسؤولية. شارك مشكلتك، إن شئت، مع من تثق برأيه وحبِّه، فذلك يخفِّف وطء المشكلة ويساعد على تلمُّس الحلِّ. كن إيجابياً ولا تترك لدى الآخرين انطباعاً سلبياً بكثرة شكواك وتذمُّرك، فإنَّ من شأن ذلك أن يجعلك شخصاً بغيضاً، ينفر منه الآخرون، ولا يبقى له من الأصحاب إلا أولئك الشكاة المتذمرون.
وأخيراً، اعلم أن السلوكيات الطيبة تنتج عن أصحاب القلوب الطيبة، وأن ممارسة السلوك الإيجابي وتعويد الذات عليه يساهم في جعل القلوب أكثر ليونة ومحبة وصفاء، ويساعد في التعايش مع الآخر وتقبّله وحبِّه.